قبل كل شيء
[color=#3300ff]قد لا ننظر إلى مشكلة أو قضية ما من نفس الزاوية فنعتقد أن الأخر مخطىء فنظرتنا للأمور تختلف بإختلاف البيئة و الثقافة و طرق التربية و لكن هذا لا يجعلنا نتهم الأخرين بالخطأ او التقصير و أنا إن كتبت أكتب من منطلق رأي صواب يحتمل الخطأ و مرحبا بإنتقاداتكم البنائة فصدري و عقلي مفتوحان لها [color:7667=#3300ff:7667].
طعم الحب بعد الزواج
ترى هل يتغير طعم الحب بعد الزواج ؟ سؤال إعتدت أن أطرحه على نفسي أيام العزوبة و لم يقدر لي أنأعرف الجواب إلا بعد الزواج بسنوات ...
بعد الزواج تتغيير أهداف كل من الزوجين فتتغيير سلوكاتهما بصفة ألية و يبدأ كل منهما رحلة إعادة إكتشاف شريك حياته و قد تحدث صدامات في هذه المرحلة و قد تمر بسلام بحسب الصورة التي رسمها أحدهما للأخر و مدى مطابقتها مع هو موجود في الواقع المكتشف .
يغير الرجل بعد الزواج خطته التكتيكية التي كان يستعملها مع خطيبته سابقا و زوجته حاليا فيتحول من خطة :"أطلبي لبن العصفور يكون بين يديك "الى خطة :" وهل يطعم الصياد السمكة بعد أن يصطادها ؟" فيدخل في مرحلة اللعب السلبي نتيجة ضهور مسؤوليات مادية و معنوية لم يكن متعود عليها قبل الزواج ...و تتوالى الإكتشافات من الطرفين ...
تكتشف الزوجة مثلا أن سكوت زوجها أيام الخطوبة لم يكن خجلا من أهلها بل لأنه من النوع "الصامت" الذي لا يتحدث إلا للضرورة أو في مواقف معينة .
في المقابل يكتشف الزوج أن زوجته تتكلم أكثر مما كانت عليه أيام الخطوبة.
يكتشف الزوج أنه أصبح زبونا وفيا لمحل بيع الخضار و في الجانب المقابل من الشارع يكتشف صاحب محل بيع الورود أن هذا الزوج لم يعد زبونا مداوما عنده ...
يتحول الحب من حدث يومي يعيشه الزوجان بالطول و العرض الى حدث مناسباتي مثله مثل الأعياد الوطنية و الدينية .
[color=#333399] مشهد و حوار [color:7667=#ff3333:7667]
الزوج أمام المرآة يضع العطر و يغني
الزوجة : الى أين ذاهب ؟
الزوج : الى العمل طبعا.
الزوجة :سأتصل بك على هاتف المكتب ( و ليس على النقال حتى تتأكد أنه موجود فعلا بالمكتب ).
قبل خروج الزوج تقول له زوجته :
![همســـــــات زوج معاصـــــر ][3] IIII~ طعم الحب بعد الزواج ~ Clip_image001](file:///C:/DOCUME~1/BOUTEM~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif)
آلم تنسى شيئا مهما ( وهي بذلك تقصد القبلة التي أعتاد الزوج أن يطبعها على خد زوجته قبل خروجه ). آه ...نعم مفاتيح السيارة . يقول ذلك و هو في عجالة من أمره . أصبحت تنسى كثيرا يا عزيزي .. هل هناك شيء يشغل بالك . تقول الزوجة ... و هكذا بين واقعية الرجل و رومانسية المرأة يتغير طعم الحب غير أن نكهته الجديدة ليست بالسيئة إنما تتطلب وقت معين حتى يتعود عليها الطرفين .
و تتوالى الإكتشافات من الطرفين بعضها يقبل و بعض أخر ينتقد و تدور حوارات من نوع :
- أنت أقصر مما كنت أتوقع ( لم يكن ينتبه للكعب العالي ). يقول الزوج للزوجة فترد على الفور:
- أعتقد أنك أصبحت بخيلا ( في السابق كلما دخلا إلى محل أسرع ووضع يده في جيبه ليخرج النقود و يدفع الحساب طبعا لكن هذه الأيام أصبحت يده ثقيلة وهي تدخل إلى جيبه ). يقوم الزوج بهجوم خاطف و معاكس حتى يتهرب من الإجابة عن التساؤل السابق :
- أعتقد أن أمامنا فرصة جيدة للمشاركة في برنامج "وزنك ذهب " خاصة مع وزنك الحالي( يقول ذلك و هو يضحك ويقصد ان وزن زوجته في تزايد مستمر ) .
- هاهاها ...هناك شيء أخر إكتشفته..هو أنك لا تحب أمي ( كلما جاءت أمها لتزورها يختلق إعذار ليخرج من البيت ).
بعد أربع سنوات يحل الود و العشرة الطيبة بالتقادم ضيفا على البيت ليغير من طعم الحب بل ليزده نكهة إذا ما سارت الأمور على ما يرام و لقد عشت بعض هذه الإكتشافات و لكن و الحمد لله كانت بردا و سلاما وكنت كلما إكتشفت شيئا جديد في حياتي الزوجية أحاول أن أنضر الى هذه الحياة نظرة الحكيم و أطرح نفس السؤال على نفسي للمرة الألف أو اكثر :"لو يعود بي الزمن الى الوراء بحيث أكون قادرا على إختيار الزوجة المناسبة لي من جديد ...ترى من سأختار. و تمر أمامي الأسماء و تخرج من ذاكرتي الصور ... إبنة الجيران, زميلتي في الجامعة,طبيبة الأسنان التي كنت زبونا عندها ,إبنة خالتي ,مضيفة الطائرة التي أعطتني رقم تلفونها ...لكن كلما ضهر إسم شطبه عقلي و كلما ظهرت صورة مزقها قلبي ...وفي الأخير لم تبقى أمامي إلا صورة واحدة هي صورة زوجتي الحالية و كأنني أعدت إختيارها بقلبي الذي قال لي رغم كل شيء أحبها و بعقلي الذي قال لي هي الأصلح لي . وما أجمل طعم الحب بعد الزواج ( وضعت هذه الفقرة الأخيرة حتى لا أتعرض لأستجواب شفهي أو كتابي من طرف زوجتي التي ستقرأ حتما الموضوع...).