كل الملعب يهتف نحن شعب البلوغرانا ,لا يهم من أين جاءنا من الشمال أو الجنوب ،الأن كلنا نتفق .. كلنا نتفق علي عَلَم واحد يجمع أًخُوّتنا الأزرق و الأحمر " البلوغرانا" في الأفق .. صرخة قوية ، نحن لدينا أسم كل العالم يعرفه..بارسا ...بارسا .... بارسا , اللاعبين والمشجعين كلنا أتحدنا لنجتاز سنين طويله من العمل الشاق بأهداف كثيرة هتفنا لأجلها وها قد أظهرناها ، قد أظهرناها بعدم وجود أحد قادر على قهرنا، قهر الأزرق والأحمر " البلو غرانا " في الأفق وبصرخة مدوية نحن لدينا أسم كل العالم يعرفه، برسا .. برسا ..برسا ..!
أنتظر أيها القارئ الكريم ، أننا بموضوع رياضي بموقع رياضي . لا تتعجب من هذا النشيد الوطني السياسي الخاص بأقليم كتالونيا القابع بشمال إسبانيا، فشعبية هذا الفريق كبيرة وكبيرة جداً ليس داخل الأقليم وإسبانيا فحسب ، بل لكل من تعرض للظلم و الطغيان بهذا العالم الملئ بالمشوهين والمتشوهين إجتماعياً وأقتصادياً و سياسا ودنياوياً، لهذه الدرجة ينتمون لبرشلونة،لهذه الدرجة يحبون برشلونة و يقدسون روح الشاعر لوركا الذي قتله الديكتاتور فرانكو المدريدي بمنتصف القرن العشرين ..
شعبية النادي لا تقدر بثمن والكرة ليس لها معني دون جمهور , هكذا هي كرة القدم في كل مكان وكل زمان ، فالجمهور الأرجنتيني صرخ بأعلي صوته قائلا ً :"نحن كرة القدم .. بدوننا كرة القدم ليس لها طعم و ليس لها فائدة" . !! عندها منعه الاتحاد الأرجنتيني من حضور المباريات ، بالأبتورا الأرجنتينية موسم 2006-2007 .
محقين يا جمهور الأرجنتين بكل حرف و بكل كلمة ، مهما كانت عيوب تواجد الجماهير, فلا يصح أن تنطلق مباراة دون جمهور ، فهذا شئ صعب و مرير ،لأن تواجدهم يطفى المتعة والإثارة علي أجواء المباريات ، أبرز دليل عربي هو متابعة كل صغير وكبير لمباريات الدوري الجزائري الملئ بالمهارات الفردية ، فرغم قلة مستوي الأندية وسوء أرضية الملاعب ، إلا أن المحبين والمشجعين يؤازرون أنديتهم في كل فج وصوب ، لتصبح الجماهيرية الجزائرية هي الأشهر علي الأطلاق بجميع البلدان العربية من حيث جمال التشجيع و الأناشيد الرائعة التي تنشد خلال سير المباريات .
الدوري المصري من أقوي دوريات أفريقيا ,فيكفي أن الأهلي يلعب به وكما يعلم الجميع أنه بطل أفريقيا لعامين متتاليين , وصاحب لقب أفضل ثالث نادي في العالم بعد برشلونة الاسباني ، بعد أقتناصه الميدالية البرونزية ببطولة كأس العالم للأندية الماضية باليابان 2006 . وتفوق الأهلي يوضح قوة المنافسة بالدوري المصري ، نعم لا أحد قادر علي هزيمة الأهلي ، لكن هذا نابع من القوة الإستراتيجية التي تتمتع بها إدارة الأهلي ودكة بدلائه المحترمة ، لكن الدوري المصري بالأونة الأخيرة أصبح من أضعف الدوريات حضوراً للجماهير ، والسبب أصحاب الأموال بالشركات البترولية بمصر ، فهؤلاء ينفقوا ببراعة علي اللاعبين الجياع ، فنحن بزمن " اللي معاه قرش يساوي قرش و اللي ماعهوش ما يلزموش " ، لهذا هبطت الأندية الجماهيرية الشعبية للدرجات السفلي ، كالمنصورة و بلدية المحلة و الشرقية و أسوان و غزل السويس فهؤلاء غير قادرين علي الأنفاق كنظيرتها البترولية، لتظهر أندية إنبي و بتروجيت للبترول و بترول أسيوط و أسمنت السويس و المقاولون العرب ، حتي حرس الحدود و طلائع الجيش أندية تخص القوات المسلحة, و ليس لها علاقة ببيئة المجتمع المصري الذي يعشق الأندية أصحاب أسماء محافظتهم .!
7 أندية بدون جماهير ، و الأهلي و الزمالك والإسماعيلي و غزل المحلة و المصري و الإتحاد هم أصحاب الشعبية الجماهيرية ، لهذا عندما يشارك إنبي و حرس الحدود بالبطولات الأفريقية و العربية يتعثر بشدة ، لإفتقاده المساندة الجماهيرية ، والتي يلقاها الأهلي والزمالك بكل مكان يذهبون له ، لهذا يتفوق الأهلي و الزمالك و الإسماعيلي بالبطولات العربية و الأفريقية الدولية ، فبدون جمهور كما قال الأرجنتينيون :"لا يكون للكرة معني ".!
لا شك أن للمساندة الجماهيرية أهمية قصوي بتحريك أي مباراة لكرة القدم أو السلة أو اليد ، فلو لم تكن لها أهمية لما عاد ليفربول من هزيمته 3-0 بنهائي دوري الابطال الاوروبي 2005 للتعادل بالشوط الثاني 3-3 وأستطاع الفوز بضربات الجزاء الترجيحية علي إي سي ميلان الإيطالي ، و من المستحيل أن نغفل دور الجمهور التونسي بأمم أفريقيا 2004 , عندما أثر بشكل مباشر بفوز نسور قرطاج بكأس أمم أفريقيا لأول مرة بتاريخ تونس الخضراء ، و مصر عام 2006 ببطولة كأس أمم أفريقيا أيضا.ً لم تفز إلا بفضل جهود الجموع الشعبية بمدرجات أستاد القاهرة الدولي وخارجه .!
لقد تسببت أندية الشركات بالدوري المصري بحدوث هوة جماهيرية كبيرة ، فأصبح عشاق المنصورة لا تهمهم مباريات المنصورة بالدرجة الثانية لإنتباههم الشديد لمباريات الأهلي ، وهذا للثقافة العربية التي لا تعترف بحضور مباريات الدرجة الأولي ( ب )، أو لأنه لا يشجع أحد علي متابعته ، فاليوفي عندما هبط للدرجة الأولي " ب " بإيطاليا أتجه كل عشاقه لمتابعته، وهذا لأن هناك منافسة كبيرة، وحضور جماهيري لأندية بولونيا الذي فاز بالدوري الإيطالي 7 مرات ، و نابولي فريق مارادونا الشهير ، و فيتشينزا و جنوة و إمبولي و غيرها .
لكن بمصر ، لماذا سيتابع الجمهور الدرجة الثانية ؟ و يترك الأهلي و الزمالك و الإسماعيلي بالاضافة لمتابعته البطولات الأوروبية ..
شكراً لكِ أيتها الشركات البترولية علي تدمير ما تبقي من حلاوة بالكرة المصرية ..