تبذل العديد من دول العالم المتقدم جهودا حثيثة لإدخال الإنترنت إلى مدارسها كوسيلة تعليمية جديدة، وللتعرف على إمكانية الاستفادة منها في العملية التعليمية.
وفي هذا الصدد، قامت فرنسا بإجراء تجربة رائدة في هذا المجال، حيث قامت في العام 2000م بربط 8 مدارس بشبكة الإنترنت عن طريق "الشبكة القومية للاتصالات لتكنولوجيا البحث والتعليم".
وكانت أهداف تلك التجربة الجديدة، اختيار الإمكانات الفنية لطرق المعلومات، والتعرف على الاستخدامات التربوية لهذه الأداة التكنولوجية الجديدة.
وفي هذا الصدد، قامت فرنسا بإجراء تجربة رائدة في هذا المجال، حيث قامت في العام 2000م بربط 8 مدارس بشبكة الإنترنت عن طريق "الشبكة القومية للاتصالات لتكنولوجيا البحث والتعليم".
وكانت أهداف تلك التجربة الجديدة، اختيار الإمكانات الفنية لطرق المعلومات، والتعرف على الاستخدامات التربوية لهذه الأداة التكنولوجية الجديدة.
[color=#0033ff]نتائج مبشرة
وقد تم اختيار هذه المدارس بعد التعرف على المعدات المتوافرة فيها وتكاليف الاتصال بالشبكة القومية للاتصالات، والتي زُودت بـ50 ألف فرنك من إدارة الإعلام والتكنولوجيا الجديدة، لنشر التجربة في مناطق ريفية ومنعزلة، لإيجاد طرق وأساليب تعليمية تساعد على خروجها من عزلتها الثقافية.
وقد ساعدت الحلول التقنية الجديدة في إيجاد فرصة لتبادل التجارب الحالية بين المدارس المختلفة. فقد بدأ مدرسو فيزياء من "تولوز" في إعداد رسومات تطبيقية للطلاب على برامج الحاسب تصبح متاحة للطلاب بمجرد نقلها إلى بنوك المعلومات لتساعدهم في الدراسة.
ورغم أن التجهيزات الفنية ليست واحدة في كل المناطق، إلا أن إيجابيات التجربة الجديدة مبشرة جداً ، وتؤكد مدرسة "بجرينوبل" أن الاستفادة الحقيقية من هذا النظام هي "أن المدرس يمكن أن يستشير قاعدة البيانات لمعرفة منهج المدرسة الأخرى، وبالتالي يمكن أن يحدث تكامل وترابط بين المدارس".
تواصل وتبادل مناهج
النتائج رائعة كما تقول "ميشال ريبة" المدرسة في نيس، وتضيف "لاحظت أن طلابي أصبحوا أكثر نشاطاًَ، ويعملون بهمة، وينتظرون الحصص بشغف كبير".
وقد بدأت أيضاً الاستفادة من إمكانية تبادل المؤتمرات عن بعد في المدارس، ففي سنة ماضية، تم تبادل أول مؤتمر بين مدرسة "أوليفييه" ومدرسة "سان آرتن" مع مؤسسة تربوية ألمانية، واليوم يتبادل الطلاب الفرنسيون الحديث مع أصدقائهم في الجانب الآخر من الراين أثناء حصص اللغة.
وتتوقع إدارة الإعلام والتكنولوجيا بوزارة التربية أن تطبق 600 مدرسة ابتدائية وثانوية هذا النظام، وسيتضاعف الرقم دون شك مع تذليل العقبات الفنية والمالية، خصوصاً أن المستفيد ليس فقط الطلاب، وإنما أيضاً المعلم الذي أصبح في إمكانه استكمال تأهيل إعداده من خلال التكنولوجيا التعليمية الجديدة.
الوجه الآخر للعملة
مع أن الفكرة آتت ثمار جيدة في بدايتها، إلا أنه هناك سلبيات يجب معالجتها، مثل الحفاظ على المعلومات على الشبكة وإعطاء كلمة السر للطلاب، بالإضافة إلى الرقابة التي ينبغي أن تتوافر على أي مراهق قد يستخدم الشبكة لأغراض أخرى، مثلما تؤكد المدرسة الأسبانية "بون دي ري" بقولها: "يجب التأكد من أن الطالب يستخدم الصفحات التي يدرسها فعلاً ولا يتبحر داخل الشبكة، ولكن المشكلة إذا كان هناك جهاز كمبيوتر لكل طالب، فكيف يمكن مراقبة عملهم كلهم؟".
[color:9d68=#0033ff:9d68]رقابة من نوع جديد
ويطالب "برناردبيرون"، المسؤول عن التكنولوجيا في مدرسة "نيس"، بوضع نظام رقابة من نوع جديد، ويقول: "يجب أن نحدد يومياً بياناً بالخدمات المتاحة والموضوعات المتضمنة في القائمة وإعداد استراتيجيات البحث والإرسال، من أجل تجنب فقد الوقت والنفقات، ثم التأكد من عدم إتاحة مفاتيح دخول الموضوعات غير التعليمية، وبالأخص الجنسية داخل الشبكة حتى لا تحدث نتائج عكسية، أخطرها أن تتحول المدارس إلى أداة تدمير للأخلاق والشباب بدلاً من أن تكون وسيلة بناء».
سويسرا .. بداية مسلية
الجارة سويسرا كان لها بداية مختلفة قليلا عن فرنسا في إدخال الإنترنت إلى المدارس، فقد قامت مدرسة "مارتيني" الابتدائية بسويسرا، باختيار أحد مواقع شبكة الإنترنت لكي تتيح للطلبة الصغار من خلاله التعبير عن أفكارهم عبر القارات.
هذه التجربة أتاحت للطلاب أن يتعرفوا على بعضهم البعض، وعلى مدارسهم، وعلى المناطق التي يسكنونها، عن طريق الصور المصاحبة للمعلومات، ويعتبر أهم نشاط هو "الجريدة الصغيرة المصورة"، التي تحتوي على مواد صحفية شيقة، يحررها الطلبة الصغار بأنفسهم، ويقدمون فيها التحقيقات والأخبار، بالتبادل مع مدارس أخرى في بلجيكا والدانمارك.
لكن يبقى السؤال قائما، هل يمكن أن تنتشر هذه الطريقة وتعمم على العملية التعليمية؟ أم ستسمر هذه العملية على إيقاعها الرتيب نفسه رغم بوادر النجاح التي تحققت في فرنسا وسويسرا، رغم الطابع الترفيهي للثانية؟؟!!