تبدو بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد في تبدل
"متواصل" بحيث اصبح من الصعب جدا متابعة جديدها من ناحية الانظمة والقوانين
وستشكل "ورقة عمل 2011" اخر الفصول التي تشغل حاليا جميع الفرق والمصانع الكبري
التي تقف وراءها، اذ سيشكل فحواها ثورة جديدة في رياضة الفئة الاولي ستغير جميع
المفاهيم التقنية "التنافسية" بشكل جذري.
وبرر البريطاني ماكس موزلي رئيس الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" سعيه نحو تبني
"ورقة عمل 2011" بان مستقبل فورمولا واحد مهدد في حال لم يتم التوصل الي تخفضة
التكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والاخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية.
وطرح موزلي سؤالا جاء فيه "هل تعلمون مقدار انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون
الذي تولده الفرق الكبري خلال التجارب التي تجريها علي هياكل السيارات لفترة ايام
وعلي مدار الساعة؟ ان هذه الانبعاثات تقدر بمئات الاف الاطنان وكل ذلك من اجل
تحقيق نتائج غير مرضية في سباقات باهتة ومملة".
فما هو الحل المطروح من قبل موزلي للتخفيف من الاضرار البيئية والتكلفة
الباهظة التي تتكبدها الفرق كل موسم؟ الجواب يتمحور حول "ورقة عمل" تقدم بها رئيس
ال"فيا" وبوركهارد غوشيل رئيس المجلس الاستشاري للمصنعين المشاركين في فورمولا
واحد "اف او ام اي سي" الي الفرق التي تدعمها المصانع الام بالاضافة الي فورد
ومجموعة فولكسفاغن-اودي اللذين قد ينضمان الي البطولة مستقبلا.
والامر الملفت للنظر ان هذه الورقة "الثورية" لم تصل الي مدراء الفرق لان
موزلي يسعي الي توطيد علاقة الاتحاد الدولي بالمصنعين (فيراري وتويوتا وهوندا وبي
ام دبليو ورينو) عوضا عن تعامله مع الفرق، وهذه العلاقة بين الطرفين ستكون علي
مستوي مجلس الادارة بالنسبة للمصانع الام، ما اثار حفيظة مدير ماركلارين-مرسيدس
البريطاني رون دينيس الذي كان اول منتقدي هذا الامر.
وقد هندس هذه "الورقة" المستشاران التقنيان في الاتحاد الدولي طوني بيرنل
وبيتر رايت، وابرز بنودها تلك المتعلقة بالمحرك الذي سيصبح من 6 اسطوانات عوضا عن
8 وسعة 2ر2 ليتر بدلا من 4ر2، فيما سيكون التعديل الابرز عودة الشاحن الهوائي
"توربو" الي سيارات 2011، بعد ان كان استعمل لاخر مرة في .1988
واعتقد الجميع ان زمن الشاحن الهوائي قد ولي لان متابعي رياضة الفئة الاولي ما
زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي ام دبليو والاحصنة الهائلة التي كانت
تتمتع بها (1500 حصان) والانبعاثات التي كانت تصدر منها وتسبب بذرف دموع الاشخاص
المتواجدين علي بعد 100 متر من هذه السيارات.
ويبدو ان الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدا طريقة للاستفادة من عودة
ال"توربو"، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف
انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون مع المحافظة علي السرعة.
وستحدد سرعة دوران المحرك ب10 الاف دورة في الدقيقة عوضا عن 19 الف حاليا، الي
جانب استعمال وقود بديل او ما يعرف ب"بيوكاربورانتس" ما سيقلص استهلاك الوقود
بحوالي 30 بالمئة مع المحافظة علي قوة حصانية عالية (770 حصان).
وستصبح الفرق مجبرة علي استعمال المحرك لخمسة سباقات متتالية عوضا عن سباقين
حاليا بالاضافة الي استعمال علبة السرعات ل4 سباقات متتالية.
اما علي صعيد اجهزة التعليق، فسيعود جهاز التحكم بتماسك السيارة "تراكشين
كونترول" الي الواجهة عام 2011 بعد ان تم استبعاده اعتبارا من 2008، بالاضافة الي
استخدام نظام الدفع الرباعي لاول مرة.
وستستعين سيارات 2011 بمحول القوة او ما يعرف ب"باور بوست" الذي يستعمل حاليا
في سيارات سباقات "اي وان"، وهو سيسمح للسائقين بتجاوز منافسيهم عبر "دفع حصاني"
اضافي، دون ان يحدد عدد المرات التي يمكن ان يستعمل فيها السائقون هذا المحول،
علما انه يستعمل لمرة واحدة في السباق في "اي وان".
اما البند الذي سيشكل جدلا واسعا في اوساط هذه الرياضة فسيكون الزام الفرق
علي استعمال الهيكل ذاته كما هي حال سيارات "اي وان"، بهدف تخفيض التكلفة العالية
اولا، ثم لتكون السيارات مراعية للمسائل البيئية ومشاكل الاحتباس الحراري، وثالثا
لتكون التقنية المستعملة في سيارات فورمولا واحد قريبا من تلك المستعملة في
سيارات الانتاج.
ومبدئيا، فان هذه التعديلات تلقي مساندة الغالبية العظمي من المصنعين وعلي
رأسهم بي ام دبليو، خصوصا ان غوشيل يشغل منصب العضو التنفيذي في مجلس ادارة
الشركة الالمانية، فيما سيكون المعترضون الاساسيون الفرق التي غير "المصنعة" مثل
ماكلارين-مرسيدس اكثر المنتقدين لهذه التعديلات كما هي حال معظم المدراء التقنيين
في الفرق الذين يرون ان اي تعديلات جذرية يحتاج التأقلم معها الي امد طويل لن
يساهم في تسهيل مهمتهم نحو تحقيق نتائج جيدة في البطولة، خصوصا ان عملهم شاق
للغاية حاليا دون ان يكونوا مضطرين لتبني تحولات جديدة في هذه الرياضة.
ورأي معظم مستشاري الفرق انه من المستحيل تخفيض التكلفة العالية التي تتكبدها
فرقهم عبر تدخلات "قانونية"، لان الفرق ستنفق كل ما يتاح لها من امكانيات مادية،
اولا لانها تملك هذه الامكانيات وثانيا لانها تريد ان تفعل ذلك بهدف التنافس
وتحقيق الفوز.
ويضاف الي هذا الواقع ان تبني هذه التعديلات والالية التي تحتاجها الفرق من
اجل تطبيقها تتطلب ميزانيات ضخمة، فأين التوفير؟ بحسب احد مدراء الفرق الكبيرة.
اما في ما يخص الناحية البيئية والنتيجة المرجوة من التعديلات في ما يخص هذا
الامر، فلا يحتاج المرء الي نابغة ليستنتج ان رياضة المحركات هي هدف سهل لناشطي
البيئة، خصوصا ان السيارات (المستعملة يوميا) هي السبب الاساسي في المشاكل
البيئية التي تؤثر علي طبقة الاوزون وتسبب بارتفاع حرارة الارض.
واصبحت المشاكل البيئية مسألة حيوية في "الاجندات" السياسية والاجتماعية وفكرة
ان سيارة فورمولا واحد تستهلك كما هائلا من الوقود خلال لفة واحدة يجعل هذه
الرياضة عرضة لانتقاد واسع، وتخفيض الاستهلاك بحوالي 30 بالمئة عما عليه الوضع
حاليا يعتبر خطوة هامة الي الامام لكن هل سيكون ذلك كافيا؟.
ان ما تسببه سيارات فورمولا واحد خلال موسم واحد اقل من الضرر الذي تسببه
طائرة شحن واحدة خلال رحلة واحدة، في حين ان احدي النظريات العلمية تقول ان
رياضات كرة المضرب والغولف تتسبب باضرار بيئية اجسم من تلك التي تتسبب بها
فورمولا واحد.
لقد جاء في احد تقارير المجلات المتخصصة ان موسم فورمولا واحد يتوزع علي 18
مرحلة، فيما ان موسم رياضة الغولف يتوزع علي 75 حدثا كبيرا، في حين تقام 130 دورة
كرة مضرب خلال العام الواحد.
ويترافق مع هذه البطولات والدورات ضررا كبيرا بالبيئة نظرا لاستعمال وسائل
نقل متنوعة لانتقال من بلد الي اخر وينطبق الامر علي الرياضيين ومشجعيهم، الا ان
التركيز ينصب علي رياضة المحركات وفي الواجهة رياضة الفئة الاولي، اذ ان رياضتي
كرة المضرب والغولف لن يكونا وبأي شكل من الاشكال مشكلة بيئية بالنسبة لناشطي
البيئة الذين يرون في فورمولا واحد مفتاحا اساسيا قد يساهم بحلول كبيرة بسبب
الدعم الذي تحصل عليه هذه الرياضة من مصانع السيارات والشركات الام.
ويري ناشطو البيئة ان اي تقنية جديدة تهدف في هذه الرياضة الي تقليل
الانبعاثات ستنسحب علي المصنع الام وعلي سيارات الانتاج، وهو ما دفع الاتحاد
الدولي للعمل جنبا الي جنب مع المصانع المشاركة في هذه الرياضة لكي يضمن مستقبل
فورمولا واحد.
ويتشارك الاتحاد الدولي مع البيئيين حول اهمية علاقة رياضة الفئة الاولي مع
المصانع الكبري في ما يخص التكنولوجيا الجديدة التي يبدأ فيها العمل اولا في
سيارات فورمولا واحد قبل ان تتحول الي سيارات الانتاج، معتبرا ان التركيز علي
التكنولوجيا "السليمة بيئيا" في هذه الرياضة سيؤثر علي سيارات الانتاج التي
ستستعملها بعد نجاحها.
ويبقي السؤال ما مدي تأثير هذه التعديلات علي مستوي رياضة الفئة الاولي وسرعة
سياراتها ونسبة التنافس، خصوصا في حال اعتماد هيكل موحد في 2011؟
التاريخ يؤكد ان هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق
البطولة بشكل رسمي علي حلبة سيلفرستون البريطانية عام 1950، والدليل الابرز علي
ذلك هو ان تحول المحركات من 12 اسطوانة الي 10 ثم 8 مع تحجيم سعتها، لم يؤثر علي
السرعة والتنافس وهي ما تظهره الازمنة المسجلة علي كل حلبة، اذ ان سيارات اليوم
تحقق الزمن نفسه ان لم يكن افضل من تلك الذي حققته سيارات محرك ال10 اسطوانات في
السابق او المحركات المزودة بشاحن هوائي.
وقد يكون الضجيج الذي يصدره محرك 6 اسطوانات سعة 2ر2 ليتر اقل من ذلك الذي
يصدره المحرك الحالي او الذي سبقه، الا ان ذلك لن يؤثر علي متابعي السباقات لان
واقع الامور يشير الا ان مشاهد سباقات اليوم لا يتذكر او يقارن بين ضجيج محرك
ال10 اسطوانات ومحرك ال8 اسطوانات والحالة نفسها ستنطبق علي محرك .2011
ويبقي السؤال هل سيتوصل المصنعون الي اتفاق "كونكورد" جديد مع الاتحاد الدولي
من اجل الالتزام بتعديلات 2011، واين موقع "عراب" البطولة البريطاني بيرني
ايكليستون من "ورقة العمل" الجديدة، خصوصا انه لم يعلق عليها حتي الان؟
ستكون الاشهر الستة القادمة حاسمة في هذا الموضوع، اذ انها المدة التي وضعها
موزلي امام المصنعين ليتقدموا بتعليقاتهم وافكارهم، مؤكدا انه سيناقش هذه الامور
معهم بطريقة منطقية لكن في كل الاحوال ستدخل بعض قوانين 2011 حيز التنفيذ اعتبارا
من الاول من كانون الاول/ديسمبر .2008
"متواصل" بحيث اصبح من الصعب جدا متابعة جديدها من ناحية الانظمة والقوانين
وستشكل "ورقة عمل 2011" اخر الفصول التي تشغل حاليا جميع الفرق والمصانع الكبري
التي تقف وراءها، اذ سيشكل فحواها ثورة جديدة في رياضة الفئة الاولي ستغير جميع
المفاهيم التقنية "التنافسية" بشكل جذري.
وبرر البريطاني ماكس موزلي رئيس الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" سعيه نحو تبني
"ورقة عمل 2011" بان مستقبل فورمولا واحد مهدد في حال لم يتم التوصل الي تخفضة
التكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والاخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية.
وطرح موزلي سؤالا جاء فيه "هل تعلمون مقدار انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون
الذي تولده الفرق الكبري خلال التجارب التي تجريها علي هياكل السيارات لفترة ايام
وعلي مدار الساعة؟ ان هذه الانبعاثات تقدر بمئات الاف الاطنان وكل ذلك من اجل
تحقيق نتائج غير مرضية في سباقات باهتة ومملة".
فما هو الحل المطروح من قبل موزلي للتخفيف من الاضرار البيئية والتكلفة
الباهظة التي تتكبدها الفرق كل موسم؟ الجواب يتمحور حول "ورقة عمل" تقدم بها رئيس
ال"فيا" وبوركهارد غوشيل رئيس المجلس الاستشاري للمصنعين المشاركين في فورمولا
واحد "اف او ام اي سي" الي الفرق التي تدعمها المصانع الام بالاضافة الي فورد
ومجموعة فولكسفاغن-اودي اللذين قد ينضمان الي البطولة مستقبلا.
والامر الملفت للنظر ان هذه الورقة "الثورية" لم تصل الي مدراء الفرق لان
موزلي يسعي الي توطيد علاقة الاتحاد الدولي بالمصنعين (فيراري وتويوتا وهوندا وبي
ام دبليو ورينو) عوضا عن تعامله مع الفرق، وهذه العلاقة بين الطرفين ستكون علي
مستوي مجلس الادارة بالنسبة للمصانع الام، ما اثار حفيظة مدير ماركلارين-مرسيدس
البريطاني رون دينيس الذي كان اول منتقدي هذا الامر.
وقد هندس هذه "الورقة" المستشاران التقنيان في الاتحاد الدولي طوني بيرنل
وبيتر رايت، وابرز بنودها تلك المتعلقة بالمحرك الذي سيصبح من 6 اسطوانات عوضا عن
8 وسعة 2ر2 ليتر بدلا من 4ر2، فيما سيكون التعديل الابرز عودة الشاحن الهوائي
"توربو" الي سيارات 2011، بعد ان كان استعمل لاخر مرة في .1988
واعتقد الجميع ان زمن الشاحن الهوائي قد ولي لان متابعي رياضة الفئة الاولي ما
زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي ام دبليو والاحصنة الهائلة التي كانت
تتمتع بها (1500 حصان) والانبعاثات التي كانت تصدر منها وتسبب بذرف دموع الاشخاص
المتواجدين علي بعد 100 متر من هذه السيارات.
ويبدو ان الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدا طريقة للاستفادة من عودة
ال"توربو"، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف
انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون مع المحافظة علي السرعة.
وستحدد سرعة دوران المحرك ب10 الاف دورة في الدقيقة عوضا عن 19 الف حاليا، الي
جانب استعمال وقود بديل او ما يعرف ب"بيوكاربورانتس" ما سيقلص استهلاك الوقود
بحوالي 30 بالمئة مع المحافظة علي قوة حصانية عالية (770 حصان).
وستصبح الفرق مجبرة علي استعمال المحرك لخمسة سباقات متتالية عوضا عن سباقين
حاليا بالاضافة الي استعمال علبة السرعات ل4 سباقات متتالية.
اما علي صعيد اجهزة التعليق، فسيعود جهاز التحكم بتماسك السيارة "تراكشين
كونترول" الي الواجهة عام 2011 بعد ان تم استبعاده اعتبارا من 2008، بالاضافة الي
استخدام نظام الدفع الرباعي لاول مرة.
وستستعين سيارات 2011 بمحول القوة او ما يعرف ب"باور بوست" الذي يستعمل حاليا
في سيارات سباقات "اي وان"، وهو سيسمح للسائقين بتجاوز منافسيهم عبر "دفع حصاني"
اضافي، دون ان يحدد عدد المرات التي يمكن ان يستعمل فيها السائقون هذا المحول،
علما انه يستعمل لمرة واحدة في السباق في "اي وان".
اما البند الذي سيشكل جدلا واسعا في اوساط هذه الرياضة فسيكون الزام الفرق
علي استعمال الهيكل ذاته كما هي حال سيارات "اي وان"، بهدف تخفيض التكلفة العالية
اولا، ثم لتكون السيارات مراعية للمسائل البيئية ومشاكل الاحتباس الحراري، وثالثا
لتكون التقنية المستعملة في سيارات فورمولا واحد قريبا من تلك المستعملة في
سيارات الانتاج.
ومبدئيا، فان هذه التعديلات تلقي مساندة الغالبية العظمي من المصنعين وعلي
رأسهم بي ام دبليو، خصوصا ان غوشيل يشغل منصب العضو التنفيذي في مجلس ادارة
الشركة الالمانية، فيما سيكون المعترضون الاساسيون الفرق التي غير "المصنعة" مثل
ماكلارين-مرسيدس اكثر المنتقدين لهذه التعديلات كما هي حال معظم المدراء التقنيين
في الفرق الذين يرون ان اي تعديلات جذرية يحتاج التأقلم معها الي امد طويل لن
يساهم في تسهيل مهمتهم نحو تحقيق نتائج جيدة في البطولة، خصوصا ان عملهم شاق
للغاية حاليا دون ان يكونوا مضطرين لتبني تحولات جديدة في هذه الرياضة.
ورأي معظم مستشاري الفرق انه من المستحيل تخفيض التكلفة العالية التي تتكبدها
فرقهم عبر تدخلات "قانونية"، لان الفرق ستنفق كل ما يتاح لها من امكانيات مادية،
اولا لانها تملك هذه الامكانيات وثانيا لانها تريد ان تفعل ذلك بهدف التنافس
وتحقيق الفوز.
ويضاف الي هذا الواقع ان تبني هذه التعديلات والالية التي تحتاجها الفرق من
اجل تطبيقها تتطلب ميزانيات ضخمة، فأين التوفير؟ بحسب احد مدراء الفرق الكبيرة.
اما في ما يخص الناحية البيئية والنتيجة المرجوة من التعديلات في ما يخص هذا
الامر، فلا يحتاج المرء الي نابغة ليستنتج ان رياضة المحركات هي هدف سهل لناشطي
البيئة، خصوصا ان السيارات (المستعملة يوميا) هي السبب الاساسي في المشاكل
البيئية التي تؤثر علي طبقة الاوزون وتسبب بارتفاع حرارة الارض.
واصبحت المشاكل البيئية مسألة حيوية في "الاجندات" السياسية والاجتماعية وفكرة
ان سيارة فورمولا واحد تستهلك كما هائلا من الوقود خلال لفة واحدة يجعل هذه
الرياضة عرضة لانتقاد واسع، وتخفيض الاستهلاك بحوالي 30 بالمئة عما عليه الوضع
حاليا يعتبر خطوة هامة الي الامام لكن هل سيكون ذلك كافيا؟.
ان ما تسببه سيارات فورمولا واحد خلال موسم واحد اقل من الضرر الذي تسببه
طائرة شحن واحدة خلال رحلة واحدة، في حين ان احدي النظريات العلمية تقول ان
رياضات كرة المضرب والغولف تتسبب باضرار بيئية اجسم من تلك التي تتسبب بها
فورمولا واحد.
لقد جاء في احد تقارير المجلات المتخصصة ان موسم فورمولا واحد يتوزع علي 18
مرحلة، فيما ان موسم رياضة الغولف يتوزع علي 75 حدثا كبيرا، في حين تقام 130 دورة
كرة مضرب خلال العام الواحد.
ويترافق مع هذه البطولات والدورات ضررا كبيرا بالبيئة نظرا لاستعمال وسائل
نقل متنوعة لانتقال من بلد الي اخر وينطبق الامر علي الرياضيين ومشجعيهم، الا ان
التركيز ينصب علي رياضة المحركات وفي الواجهة رياضة الفئة الاولي، اذ ان رياضتي
كرة المضرب والغولف لن يكونا وبأي شكل من الاشكال مشكلة بيئية بالنسبة لناشطي
البيئة الذين يرون في فورمولا واحد مفتاحا اساسيا قد يساهم بحلول كبيرة بسبب
الدعم الذي تحصل عليه هذه الرياضة من مصانع السيارات والشركات الام.
ويري ناشطو البيئة ان اي تقنية جديدة تهدف في هذه الرياضة الي تقليل
الانبعاثات ستنسحب علي المصنع الام وعلي سيارات الانتاج، وهو ما دفع الاتحاد
الدولي للعمل جنبا الي جنب مع المصانع المشاركة في هذه الرياضة لكي يضمن مستقبل
فورمولا واحد.
ويتشارك الاتحاد الدولي مع البيئيين حول اهمية علاقة رياضة الفئة الاولي مع
المصانع الكبري في ما يخص التكنولوجيا الجديدة التي يبدأ فيها العمل اولا في
سيارات فورمولا واحد قبل ان تتحول الي سيارات الانتاج، معتبرا ان التركيز علي
التكنولوجيا "السليمة بيئيا" في هذه الرياضة سيؤثر علي سيارات الانتاج التي
ستستعملها بعد نجاحها.
ويبقي السؤال ما مدي تأثير هذه التعديلات علي مستوي رياضة الفئة الاولي وسرعة
سياراتها ونسبة التنافس، خصوصا في حال اعتماد هيكل موحد في 2011؟
التاريخ يؤكد ان هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق
البطولة بشكل رسمي علي حلبة سيلفرستون البريطانية عام 1950، والدليل الابرز علي
ذلك هو ان تحول المحركات من 12 اسطوانة الي 10 ثم 8 مع تحجيم سعتها، لم يؤثر علي
السرعة والتنافس وهي ما تظهره الازمنة المسجلة علي كل حلبة، اذ ان سيارات اليوم
تحقق الزمن نفسه ان لم يكن افضل من تلك الذي حققته سيارات محرك ال10 اسطوانات في
السابق او المحركات المزودة بشاحن هوائي.
وقد يكون الضجيج الذي يصدره محرك 6 اسطوانات سعة 2ر2 ليتر اقل من ذلك الذي
يصدره المحرك الحالي او الذي سبقه، الا ان ذلك لن يؤثر علي متابعي السباقات لان
واقع الامور يشير الا ان مشاهد سباقات اليوم لا يتذكر او يقارن بين ضجيج محرك
ال10 اسطوانات ومحرك ال8 اسطوانات والحالة نفسها ستنطبق علي محرك .2011
ويبقي السؤال هل سيتوصل المصنعون الي اتفاق "كونكورد" جديد مع الاتحاد الدولي
من اجل الالتزام بتعديلات 2011، واين موقع "عراب" البطولة البريطاني بيرني
ايكليستون من "ورقة العمل" الجديدة، خصوصا انه لم يعلق عليها حتي الان؟
ستكون الاشهر الستة القادمة حاسمة في هذا الموضوع، اذ انها المدة التي وضعها
موزلي امام المصنعين ليتقدموا بتعليقاتهم وافكارهم، مؤكدا انه سيناقش هذه الامور
معهم بطريقة منطقية لكن في كل الاحوال ستدخل بعض قوانين 2011 حيز التنفيذ اعتبارا
من الاول من كانون الاول/ديسمبر .2008
مع تحياتي
طـــــــاقم الاشراف