السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
+++( الطبيعة عمياء حين تهب الحياة بقدر ماهي بريئة حين تدمرها )+++
--------------------------------------
كم كانت جميلة حياة الإنسان في الكهوف، والعيش بروح الجماعة والعمل على المساواة والعدالة في التوزيع وحق العيش للجميع، والأجمل من كل هذا هو وجود الآلهة بينهم ومشاركتها لهم في حياتهم ، والنظر إلى كل ما هو موجود ويعتبره وجوداً ويحترمه بدءاً من الأشجار والحيوانات وكل ما هو حي، والتلاحم القوي للإنسان مع الطبيعة، فهو كان مع جوهره وطبيعته..... لكن من الذي غير وحول من حياة الإنسان الطبيعية إلى حياة اصطناعية ؟
السؤال واضح كما جوابه واضح أيضا ، طبعاً هي الملٌكية الخاصة والتقنية التي طورت بذكاء الأمكانية التحليلية لدى الإنسان، واظهار روحه الشريرة، وأهمها الطمع والجشع في الحصول على السلطة والتقنية، ومن بعدها خطورة مرض الأنانية وتجريد الفرد من المجتمع،هذا من جانب، ومن الجانب الآخر العلم ورجال العلم والدولة الذين عملوا على تدمير وقتل الإنسانية وإفسادها باسم أنه الشر أو المعتدي ويجب تدجينه كي يتم التحكم به ويهيمن بسطوته على المجتمع، وتوجيه المجتمعات نحو الضياع والتضليل باسم الأديان والمثيولوجيات والعلم(العقل الخالص)....وها هي اليوم تبرز للعيان نتائجها الفظيعة والمخيفة :
أ. استفادة الإنسان من العلم في صنع الاسلحة النووية المدمرة للإنسانية والطبيعة واغترابه عن روحه الطيبة وجوهره، وتحويله من إنسان طبيعي منتج إلى إنسان آلي مدمر.
ب.استفادة الإنسان من الدين في كسب الحقد والكراهية والتعصبية وكبت الإنسان وتضليله في الحياة الطبيعية وأبعاده عنها، وقتل الأبرياء باسم الدين لكن النتيجة هي القتل من اجل السلطة وليس دفاعا ً عن الدين.
ج.استفادة المجتمع في خلق الدولة لنفسه،ومن ثم انقلاب الدولة إلى عدو لدود للمجتمع وقامت بتبذير وهدر كيانات المجتمع والفرد، وحرمانه من حريته الحرة وإرادة الفرد وتعصره في مطحنة الهدر الإنساني،وكذلك القيام بتكبيله وتقييده بسلاسل بإسم أنه مخلوق وحشي، لذا يجب تربيته وتدجينه .
وبهذا قامت الدولة باستعباد الشعوب.
هذا ما استفاد منه الإنسان من مبتكراته في الحياة منذ آلاف السنين وحتى وصوله إلى هذه المرتبة التي أبعدته عن ذاته واضاعته في دوامة الزمن، إن الإنسان ألد خصوم الإنسان في القهر، والظلم والاحتقار والإهانة، والعنف والإغواء والحرب،والافتراء والغدر، والزيف وبهذه الأبتكارات يعذب الإنسان بعضه البعض الآخر، والأكثر تراجيديا هو كيف يعذب الإنسان في التشرد والهدر المادي والمعنوي وزرع الخوف والقلق والتوتر في النفوس، مما يجعل المرء يفقد توازنه ومن ثم عدم ضبطه النفس، وانقلابه إلى وحش كاسر، ولا يكتفي من هذا القتل والتبذير والتشرد والجوع ،فإنهم بعد ذلك يقومون بتدمير الطبيعة التي تحميهم، والتسبب في انقراض أعداد كبيرة من أنسال الحيوانات والنباتات،وحرق الأشجار، والتسبب بنقص الأوكسجين، وتلوث البيئية من قبل الإنسان، وإضافة الى ذلك تستمر الحروب وتتكاثر تلك الأسلحة التي يستخدمها الإنسان، فهذا يقتل الإنسان من جهة، ويتقصد الخلل في توازن الطبيعة واستقرارها من جهة أخرى، كل هذا يهدد مصير الإنسانية والطبيعة إلى الفناء الأبدي.
واليوم نجد كيف تنتكس الطبيعة من شرور الإنسان وتفقد توازنها، فالأسلحة التي استخدمت في القرون الأخيرة لم تكن قليلة أو بسيطة، فالأسلحة النووية التي استخدمتها أمريكا في هيروشيما ونكازاكي والأسلحة الكيمياوية التي إستخدمها الجيش العراقي في ضرب حلبجة، والحروب العالمية، والمصانع الكيميائية التي تعمل حتى يومنا هذا، كانت قد أوصلت الطبيعة إلى الخلل وفقدان توازنها، وأقتراب الاشعة الشمسية على سطح الأرض الذي بدأ يتسبب في خنق الإنسان والجفاف في الأراضي ، وزيادة الأمراض الخطيرة التي تؤدي بحياة البشرية إلى الفناء، ونجد إن نتيجة تلك الحروب والمعارك في هطول الامطار إلى درجة تحولت مياه الامطارالى سيول وفيضانات كثيفة كالتي جرت في قلب منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في كردستان، قد تسببت في تدمير المدن وقتل الناس، فجرفت السيول المدن وسطحت الجبال.
وسط كل هذه المآسي وما نتج عنها من تدمير بيئي خطير ماتزال المعارك مستمرة غير مبالية بما يجري من الخراب والهلاك، فقط كل يفكر بمصالحه وأنانيته، فماذا يعني ذلك ...؟
هل هذا غباء الإنسان وحيوانيته ياترى أم أنها نهاية البشرية ؟.
المجرمون بحق البشرية والطبيعة هم أصحاب السلطات والدولة ورجال العلم والحكام، ويجب محاسبتهم في وجه الطبيعة والإنسان، وأن يتم إسقاطهم من تلك القمم التي وصلوا إليها بدماء البشرية، وعلى هذا الأساس يتم أرجاع المجتمع العالمي إلى رشده وطبيعته الى الطبيعة، وأن يجرد هؤلاء الحكام ورجال العلم من كافة الحقوق السلطوية وتهميش أدوارهم في المجتمعات البشرية، وإعادة الحياة في الاعتماد على الروح الجماعية والطبيعة، وعيش الإنسان مع أخيه الإنسان والتلاحم مع صديقته الطبيعة التي حمتهم من السلاح والعلم، فلنرجع جميعنا إلى حيث ما كنا في ماضينا، العيش في المساواة والتآخي والعدالة والعيش مع آلهتنا الأم عشتار التي عاشت مع شعوبها في معاناته والآمه،وتوطيد أواصر الصداقة مع الحيوانات والأشجار والنباتات وكل شيء في الحياة ،والعيش تحت رحمة الطبيعة بدلا ً من العيش في المدن تحت رحمة السلطة والدولة.