منتديات كمال امريك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بكم في منتدنا


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

امرأة من ورق

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1امرأة من ورق Empty امرأة من ورق الخميس يونيو 07, 2007 1:52 pm

boubker1994

boubker1994
عضو متطور
عضو متطور

" النساء كالورق ،يتمزقن عند تسجيل خطأ فوق سطورهن ،فليست كل الأخطاء قابلة لتمحى ،ولا كل النساء قابلات ليعشن مع الخطأ"





صراخ نحيب، وسؤال يقتل ما بقي منها، كيف حصل ذلك ؟دموعها ما زالت تروي خدها المتعطش للدموع، فجأة أغمي عليها فهوت على الأرض، دون أن تجيب على السؤال. خيالات كثيرة زارتها في تلك الليلة، بعضها حاول أن يقتص من الباقي منها ،ويتلذذ برؤيتها تسحق في جوف الظلام ،والبعض الأخر شاركها الدموع والحزن .ضحكاته ما زالت تتبعها، يديه على جسدها، تحاول أن تعري جلدها عنها ،صراخها ما زال يرن في أدنها ،توسلاتها تقطع تقاسيم الليل ،كلماتها تخرج متقطعة من حلقها، وسكينه على عنقها، يفرض رقابة إجبارية على كل ما تفكر فيه من طرق للهرب، استحلفته بالغالي لديه أن يتركها ،لكنه أبى إلى أن يسجل انتصاره على جسدها فكانت النهاية .صرخت بقوة والدتها تربت على يديها، وتقول: لا تقلقي ستكونين بخير .سألتها بصوت متكسر أكان حلما؟ دموع والدتها أخبرتها عكس ما كانت تتمنى، لم تنم تلك الليلة وهي تحاول أن تقتلع عنها جلدها، لتزيل عنها رائحة جسده الملتصقة بجسدها ،لا جدوى فلم يعد جسدها ملكا لها وحدها. أشرقت شمس الصباح، تحول بياض الغرفة ،لأسود قاتم في نضرها ،كل شيء حولها يخبرها أنها قد انتهت ،يدي والدتها فوق يديها ،شعيرات رأسها الأبيض ،تفر من تحت منديلها الذي يغطي رأسها ،تجلس على الكرسي المقابل لسريرها ،أعادتها صورة والدتها لليوم الذي توفي فيه والدها ،كانت تجلس كما تفعل اليوم ،ممسكة بيدها ،تحاول أن لا تجعلها تبكي ،لكن دموع والدتها كانت تسبق دموعها لتخبرها أنه لا يمكنها أن تعيد الأمس. لم تعرف كم من الوقت مر وهي ممدة على السرير، أرادت أن تتحرك، لم تستطع ،كان كل جسدها يصرخ من الألم ،ويد والدتها فوق يديها، تهدءها ،دموعها تتساقط على وجهها، فتحدت ألما كلما لمست جراحها ،أرادت أن تصرخ أن تطلب منها أن تغسل جسدها كما كانت تفعل عندما كانت طفلة، لتسمع دعاءها من جديد وهي تقول: ليحرصك الله من كل شر تمنت أن تختفي بعيدا ،حيت لا يد بإمكانها أن تطلها لتمزق صورة المرأة فيها .تجنبت والدتها النظر لوجهها في ذلك اليوم ،كي لا تزيد من ألامها لكنها كانت تحس بألم أكبر، كلما رأت نظراتها تهرب بعيدا عنها ،مر اليوم في صمت بينهما يتخلله صوت الممرضين وهمسات الزائرين ،أسئلة كثيرة ونظرات تعري جسدها ليكتشفوا حقيقة الواقعة ،طلب منها البعض النسيان، والبعض الأخر طلب منها أن تكمل مسيرها ،فلن تتوقف حياتها يوما ،لمجرد أن أحدهم ارتكب جرما في حق جسدها ،سمعت أحاديثهم وبكت كما لم تبكي قبلا، لأن أحدا منهم لم يعلم أن حياتها قد توقفت هناك ،قبل أن يسجل انتصاره على جسدها ليمزق صورتها للأبد.

.

.

.

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى